10 أمور عليك فعلها في زمن الغيّبة

, منذ 5 سنة 3K مشاهدة

لقد فسر الإمام الباقر (ع) قوله تعالى :

(َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[1])

بأن الصبر المقصود به هو الصبر على إنتظار فرج الإمام المهدي (عج)

فعن بريد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (اصبروا وصابروا و رابطوا) فقال: اصبروا على أداء الفرائض، وصابروا عدوكم، ورابطوا إمامكم[2].

وإذا فسر الصبر بأنه تحمل الصعاب للوصول الى الهدف علمنا أن الانتظار عامل إيجابي، وليس وسيلة يتخذها المرء للتخدير والإحباط، ثم إن تشبيه الإنتظار بالمرابطة (ملازمة الثغر) يوحي بأن القائد المعصوم في قلب الحدث ـ وإن لم يعرف شخصه السواد الأعظم ـ كما دلت عليه النصوص الشريفة (بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى)

وبهذه الطريقة من التواصل لا يصبح الإرتباط المُشاهدي العياني حجر عثرة في إرتباط المنتظرين بإمامهم الغائب، بعد أن عرفوا أنه يستشعر آمالهم وآلامهم.

ولذا فإن النصوص قد عدت هذه النوعية من الشيعة أفضل أهل كل  

فعن الرضا (عليه السلام) قال : أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله ينتظر أمرنا ، فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله بدراً ، وإن لم يدركه كان كمن كان مع قائمنا في فسطاطه هكذا وهكذا وجمع بين سبّابتيه[3] .

وبما أن هذه النخبة هم أفضل أهل الأزمنة، لكن مع ذلك تبقى كيفية ارتباطهم بالإمام (عج) تختلف من فرد لآخر شدة وضعفاً، (كلٌ بحسبه).

غير أنه يمكن إعداد برنامج للمنتظرين في زمن الغيبة من شأنه ان يرفع مستوى الإرتباط الى مستويات أعلى، وهي كالتالي :

الأوّل: الإغتمام لفراقه (ع) ولمظلوميته.

فعن الصادق(ع) أنّه قال: "نفس المهموم لنا، المغتمّ لظلمنا تسبيح[4]".

الثاني: إنتظار فرجه وظهوره (ع).

عن الإمام محمد التقي (ع) أنه قال:

"إن القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته، ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي... إلى آخر الحديث[5]".

وورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال:

"أفضل العبادة الصبر وانتظار الفرج[6]".

الثالث: البكاء على فراقه ومصيبته (ع).

فقد ورد في (كمال الدين) عن الصادق (ع) أنه قال:

"والله ليغيبنّ إمامكم سنيناً من دهركم، ولتمحصنّ حتى يقال: مات أو هلك، بأيّ واد سلك، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين[7]".

الرابع: التسليم والانقياد، وترك الاستعجال في ظهوره (ع).

يعني ترك قول (لم، ولأي شيء) في أمر ظهوره (ع)، بل يسلّم بصحة ما يصل إليه من ناحيته (ع) وأنه عين الحكمة.

فقد ورد في (كمال الدين) عن الإمام محمد التقي (ع) أنه قال:

"إنّ الإمام بعدي أبني علي، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والإمام بعده ابنه الحسن أمره أمر أبيه، وقوله قوله أبيه، وطاعته طاعة أبيه، ثم سكت، فقلت له: يا ابن رسول الله، فمن الإمام بعد الحسن؟ فبكى (ع) بكاءاً شديداً، ثم قال: إن من بعد الحسن إبنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له: يا ابن رسول الله، لم سمّي القائم؟ قال: لأنّه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته، فقلت له: ولم سمّي المنتظر؟ قال: لأن له غيبة يكثر أيامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب بها الوقاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلّمون[8]".

الخامس: أن نصله (ع) بأموالنا. يعني: يهدى إليه (ع).

فقد ورد في (الكافي) عن الصادق (ع) أنه قال:

"ما من شيء أحبّ إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام، وإنّ الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل أحد"، ثم قال: "إنّ الله تعالى يقول في كتابه: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً[9]).

قال: هو والله في صلة الإمام خاصة[10]"

أما في هذا الزمان حيث أنّ الإمام (ع) غائب، يصرف المؤمن ذلك المال الذي جعله صلة وهدية له (ع) في موارد فيها رضاه، كأن ينفقها على الصالحين الموالين له (ع)، فقد ورد في (البحار) نقلاً عن (كامل الزيارات) أنّ الإمام موسى بن جعفر (ع) قال:

"من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا، ومن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا[11]".

السادس: التصدّق عنه (ع) بقصد سلامته.

كما ورد ذلك في كتاب (النجم الثاقب) مفصّلاً[12].

السابع: معرفة صفاته، والعزم على نصرته في أي حال كان، والبكاء والتألم لفراقه (ع).

كما ورد ذلك أيضاً في كتاب (النجم الثاقب) مفصلاً[13].

الثامن: طلب معرفته (ع) من الله عز وجل.

فيقرأ هذا الدعاء المروي عن الصادق (ع) في (الكافي) و(كمال الدين) وغيره:

اللّهم عرّفني نَفْسَكَ، فَإنَّكَ اِن لَم تُعرّفْني نَفْسَكَ لَم اَعرِفْ نَبِيّيك.

اللهمَّ عَرّفْني رَسولَكَ، فإنَّكَ اِن لَم تُعرّفْني رَسولَكَ لَمْ اَعرفْ حُجَتَك.

اللّهمَّ عَرِّفْني حُجّتَكَ، فإنَّكَ اِن لَمْ تُعرّفْني حُجّتَكَ ضَلَلْتُ عَن ديْني[14].

التاسع: المداومة على قراءة هذا الدعاء المروي عن الصادق (ع) كما ورد في (كمال الدين) وهو:

يا أللهُ يا رَحْمنُ يا رَحيم يا مُقلِّبَ القلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على ديْنِك[15].

العاشر: إعطاء القرابين نيابة عنه (ع) بقدر الاستطاعة.

كما ورد ذلك في (النجم الثاقب)[16].

 

 


[1] آل عمران : 200 .

[2] بحار الأنوار 24 : 219 .

[3] الكافي ج : 4 ص : 260

[4] الكافي: 2: 226ح 16.

[5] كمال الدين: 2: 377 ح 1

[6] تحف العقول: 201.

[7] كمال الدين: 2: 347 ح 35.

[8] كمال الدين: 2: 378 ح 3

[9] سورة البقرة: 246.

[10] الكافي: 1/ 451 ح 2.

[11] البحار: 102/ 295 ح 1 عن كامل الزيارة: 319.

[12] النجم الثاقب: 442.

[13] النجم الثاقب: 424.

[14] الكافي: 1/ 272 ح5، كمال الدين: 2/ 342 ح 24.

[15] كمال الدين: 2/ 352 ح 49.

[16] النقاط العشر نقلاً عن كتاب وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام، للسيد محمّد تقي الموسوي الأصفهاني

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0531 Seconds