خلافاً لما يفكر فيه البعض، فان علاقة الامام في زمن الغيبة ليست مقطوعة بالمرة عن الناس، وانما - وكما يستدل من الروايات الإسلامية - مجموعة صغيرة من اكثر الناس استعدادا الذين تمتلئ افكارهم بالعشق الالهي، وقلوبهم بالإيمان ومنتهي الاخلاص لتحقيق اهداف اصلاح العالم، هم علي الارتباط به سلام الله عليه.

ان غيبة الامام صلوات الله عليه لا تعني ان الامام هو علي هيئة الروح غير المرئية او شعاع غير ظاهر، بل انه يتمتع بحياة طبيعية هادئة، يجول بين هؤلاء الناس بشكل غير معروف، ينتخب القلوب المتهيئة، والاشخاص الذين لهم الاستعداد، مع اختلاف الاستعدادات واللياقات يوفقون لإدراك هذه السعادة. وهناك البعض - لساعات او لأيام او لسنين - يكونون علي اتصال مع بقيه الله ارواحنا له الفداء.

وهؤلاء اشخاص لهم اجنحة من العلم والتقوي لدرجة سامية، وهم اشبه بمسافري الطائرات البعيدة المدى، يطيرون فوق السحاب، إلى حيث لا حجاب يمنع اشعاع الشمس المانحة للحياة، بينما البقيه يقبعون تحت السحاب في ظلام او نور ضعيف.

والحقيقة ان الوضع هو هكذا، فإننا يجب ان لا نتوقع ان نسحب الشمس إلى تحت السحاب لكي نراها، ان مثل هذا التوقع خطأ وخيال محض بل علي انا ان احلق فوق السحاب، لا عب من شعاع الشمس الخالدة جرعة جرعة حتى ارتوي.

علي اية حال، ان اعداد هذه المجموعة هي حكمة اخرى من حكم وجود الامام في هذه المرحلة.