كيف نتعرف على الإمام المهدي (عج) عند خروجه ؟

, منذ 6 يوم 257 مشاهدة

كيف يمكن معرفة الإمام المهدي (عليه السلام)؟ وما هي الطريقة الصحيحة للإطلاع على شخصيته المباركة؟

إن المنهج الصحيح في معرفة الإمام (عليه السلام) هو نفس المنهج المتبع في معرفة الأنبياء (عليهما السلام)، فكما أن الأنبياء والرسل يُعرفون بالآيات والبينات والمعاجز والكرامات، كذلك يُعرف الإمام (عليه السلام).

فمعرفة صدق مدّعي النبوة من كذبه هو مدى قدرته على الإتيان بالدليل القاطع من المعاجز والآيات للدلالة على ارتباطه بالسماء، وكذلك مدّعي الإمامة، فالذي يدعي أنه الإمام من قبل الله (عز وجل) لابد وأن يأتي بالبرهان على صحة مقالته، كالمعاجز والقدرات الخارقة للطبيعة، مما يعجز غيره عنها، ليدل على ارتباطه بخالق الكون وأنه الإمام الموصي به من قبل الرسول الأكرم. فإذا أتي بذلك كان هو الإمام الحق كإحياء الموتى وشفاء المرضي الذين يأس الأطباء من معالجتهم ويكفي في إحراز كونه إماماً أن يقوم بإحيائه ميتاً ولو كان فرداً واحداً وإذا لم يستطع القيام بذلك فهو مدع كاذب لا دليل قاطع عنده على مدّعاه.

من هنا جاءت أحاديث أهل البيت (عليهما السلام) في تعريف الناس بالإمام المهدي (عليه السلام) وصفاته والعلامات المرسومة في جسده من جهة، ومعرفته من خلال ما عنده من المعاجز والقدرات التي لا تتأتي لأحد غيره، والتي تثبت للناس صحة ادّعائه للإمامة من جهة أخري، فقد جاء في الحديث الشريف عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام): - إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في إحداهما إلى أهله، والأخرى يقال: هلك في أي وادٍ سلك-. قلت كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: - إن ادّعي مدّع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله-.

وفي رواية أخري بتفاوت يسير - لصاحب هذا الأمر غيبتان... كيف نصنع إذا كان كذلك.... فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله-..

وفي رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) لمّا سُئل عن الحجة على من يدّعي هذا الأمر، قال: - يُسأل عن الحلال والحرام، ثم أقبل علي فقال: ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلاّ كان صاحب هذا الأمر: أن يكون أولي الناس بمن كان قبله، ويكون عنده السلاح، ويكون صاحب الوصية الظاهرة...-

وفي هذا الصدد بين القرآن الكريم كيفية التعرف على الإمام في هذه الآية المباركة (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِك إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكرِ إِن كنتُم لاَ تَعْلَمُونَ - بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) (النحل:٤٣-٤٤)

فالبينات هي المعاجز، والزبر هي الكتب السماوية والعلوم الربانية، فإذا أتي بالآيات والمعاجز دل على كونه مرتبطاً بالله (عز وجل)، وأنه حقاً المهدي المعني من قبل السماء، وإذا أتي بما في الكتب السماوية من أحكام الله وبيناته دل على ارتباطه بالأنبياء والمرسلين منهجاً وسلوكاً، وقد جاء في الحديث الشريف على ضرورة مطالبة مدّعي الإمامة بالآيات والمعاجز، فإذا أتي بها فهو الإمام حقاً وصدقاً بما لا يترك بعدها لأحد مجالاً للإنكار، ومن يدعي أنه الإمام المهدي (عليه السلام) فلابد وأن يأتي بالمعاجز والبينات حتى يعرف الناس أنه المهدي المنتظر فإذا أتي بها كان عليهم إطاعته والتسليم لأوامره ولا يجوز لأحد إنكاره، لأن إنكاره إنكار للرسول وللأئمة السابقين، ولذا جاء في الحديث الشريف أن إنكار الإمام المهدي (عليه السلام) هو إنكار لجميع الأئمة الأطهار ولنبوة الرسول الأكرم، ومن يُصدِّق بالإمام ويؤمن به ويطيعه فهو حقاً مطيع لله والرسول الأكرم والأئمة الأطهار، وتكذيبه (عليه السلام) هو تكذيب لله والرسول والأئمة الأبرار ويوجب الخلود الأبدي في نار جهنم، وتصديقه يوجب الفوز بالجنة والرضوان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : ذلك يوم الخروج ـ دراسة حول ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ـ المؤلف: السيد حسين المدرسي.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0583 Seconds