ما هو ثواب المنتظِرين للإمام المهدي (عجل الله فرجه) ؟

, منذ 6 شهر 770 مشاهدة

في هذا الفصل نذكر نبذة من أنوار كلماتهم ونماذج من محاسن أقوالهم - وكلّها نورانية وجميعها حسنة - في بيان ما للمنتظِر من الفضل والأجر عند الله تعالى:

١ - عن عمّار الساباطي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيّما أفضل: العبادة في السرّ مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحقّ ودولته مع الإمام منكم الظاهر؟

فقال: «يا عمّار الصدقة في السرّ والله أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله عبادتكم في السرّ مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوّفكم من عدوّكم في دولة الباطل وحال الهدنة أفضل ممَّن يعبد الله (عزَّ وجلَّ) ذكره في ظهور الحقّ مع إمام الحقّ الظاهر في دولة الحقّ، وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحقّ، واعلموا أنَّ من صلّى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من عدوّه في وقتها فأتمَّها، كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة، ومن صلّى منكم صلاة فريضة وحده مستتراً بها من عدوّه في وقتها فأتمَّها كتب الله (عزَّ وجلَّ) بها له خمساً وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلّى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمَّها، كتب الله له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله (عزَّ وجلَّ) له بها عشرين حسنة، ويضاعف الله (عزَّ وجلَّ) حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان بالتقيّة على دينه وإمامه ونفسه وأمسك من لسانه أضعافاً مضاعفة، إنَّ الله (عزَّ وجلَّ) كريم».

قلت: جُعلت فداك قد والله رغَّبتني في العمل وحثثتني عليه، ولكن أحبّ أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالاً من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحقّ ونحن على دين واحد؟

فقال: «إنَّكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله (عزَّ وجلَّ) وإلى الصلاة والصوم والحجّ وإلى كلّ خير وفقه وإلى عبادة الله عزَّ ذكره سرّاً من عدوّكم مع إمامكم المستتر، مطيعين له، صابرين معه، منتظِرين لدولة الحقّ، خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة تنظرون إلى حقّ إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة، قد منعوكم ذلك واضطرّوكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوّكم، فبذلك ضاعف الله (عزَّ وجلَّ) لكم الأعمال، فهنيئاً لكم».

قلت: جُعلت فداك فما ترى إذاً أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحقّ ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالاً من أصحاب دولة الحقّ والعدل؟

فقال: «سبحان الله أمَا تحبّون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحقّ والعدل في البلاد ويجمع الله الكلمة ويؤلّف الله بين قلوب مختلفة ولا يعصون الله (عزَّ وجلَّ) في أرضه وتقام حدوده في خلقه ويرد الله الحقّ إلى أهله فيظهر، حتَّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق، أمَا والله يا عمّار! لا يموت منكم ميّت على الحال التي أنتم عليها إلاَّ كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر وأُحُد فأبشروا»(1).

فذكر (عليه السلام) في هذه الرواية الشريفة من أسباب الأفضلية ثمانية أمور:

الأوّل: سبقكم إلى الإيمان بالله وبرسوله والدخول في دين الله تعالى والإقرار به.

الثاني: سبقكم إلى العمل بالأحكام مثل الصلاة والصوم والحجّ وغيرها من الخيرات.

الثالث: عبادتكم سرّاً مع الإمام المستتر وطاعته كذلك خوفاً من الأعداء.

الرابع: صبركم مع الإمام المستتر في الشدائد.

الخامس: انتظاركم لظهور دولة الحقّ وهو عبادة.

السادس: خوفكم على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة وتغلّبهم.

السابع: نظركم نظر تأسّفٍ وتحسّر إلى حقّ إمامكم وهو الإمامة والفيء وحقوقكم التي هي الأموال في أيدي الظلمة الغاصبين الذين منعوكم عن التصرّف فيها واضطرّوكم إلى حرث الدنيا وكسبها وطلب المعاش من وجوه شاقّة.

الثامن: صبركم مع تلك البلايا والمصائب على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوّكم قتلاً وأسراً ونهباً وعِرضاً، وليس لأصحاب المهدي (عليه السلام) بعد ظهوره شيء من هذه الأمور فلذلك ضاعف الله تعالى لكم الأعمال.

٢ - عن أميّة بن علي، عن رجل، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيّما أفضل نحن أو أصحاب القائم (عليه السلام)؟

قال: فقال لي: «أنتم أفضل من أصحاب القائم، وذلك أنَّكم تمسون وتصبحون خائفين على إمامكم وعلى أنفسكم من أئمّة الجور، إن صلَّيتم فصلاتكم في تقيّة، وإن صمتم فصيامكم في تقيّة، وإن حججتم فحجّكم في تقيّة، وإن شهدتم لم تقبل شهادتكم...»، وعدَّ أشياء من نحو هذا مثل هذه.

فقلت: فما نتمنّى القائم (عليه السلام) إذا كان على هذا؟

قال: فقال لي: «سبحان الله أمَا تحبّ أن يظهر العدل ويأمن السبل وينصف المظلوم؟»(2).

٣ - عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: «المنتظِر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل الله»(3).

٤ - عن أبي عبد الله (عليه السلام): «من مات منكم على هذا الأمر منتظراً له كان كمن كان في فسطاط القائم (عليه السلام)»(4).

٥ - وعنه (عليه السلام) أيضاً: «من مات منتظراً لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالسيف»(5).

٦ - عن السندي، عن جدّه، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في من مات على هذا الأمر منتظراً له؟

قال (عليه السلام): «هو بمنزلة من كان مع القائم (عليه السلام) في فسطاطه»، ثمّ سكت هنيئة، ثمَّ قال: «هو كمن كان مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)»(6).

٧ - في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: «يا أبا بصير طوبى لشيعة قائمنا المنتظِرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون»(7).

٨ - عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «يا أبا خالد إنَّ أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته والمنتظِرين لظهوره أفضل من أهل كلّ زمان، لأنَّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عنهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالسيف، أولئك المخلصون حقّاً وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله (عزَّ وجلَّ) سرّاً وجهراً»(8).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الكافي ١: ٣٣٣ - ٣٣٥/ باب نادر في حال الغيبة/ ح ٢.

(2) الاختصاص: ٢٠ و٢١.

(3) كمال الدين: ٦٤٥/ باب ٥٥/ ح ٦.

(4) المحاسن للبرقي ١: ١٧٣/ ح ١٤٧.

(5) الإمامة والتبصرة: ١٢٢/ ح ١١٨.

(6) المحاسن للبرقي ١: ١٧٣/ ح ١٤٦.

(7) كمال الدين: ٣٥٧/ باب ٣٣/ ح ٥٤.

(8) كمال الدين: ٣٢٠/ باب ٣١/ ح ٢.

المصدر : ثلاثية المعرفة المهدوية في المنتظَر والمنتظِر والانتظار ـ تأليف: السيّد محمّد القبانچي.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0522 Seconds