هل يحبني الإمام المهدي كما أنا أحبه؟

, منذ 1 يوم 98 مشاهدة

إن محبة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) للمؤمنين من أعمق وأجمل ألوان العلاقة بين الإمام وشيعته، وهي ليست علاقة باردة أو رسمية، بل علاقة عاطفية روحانية مليئة بالرحمة واللطف والدعاء والرعاية.

أما كيف يعلم الإنسان أن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) يحبه كما هو يحبه، فهذا سؤال يتطلب وقفة تأمل عميقة، وجوابًا مبنيًا على الروايات والمعاني العقائدية. إليك مقالًا مفصلًا في ذلك:

هل يحبني الإمام المهدي كما أحبه؟

مقدمة

إنّ محبة الإنسان لإمامه ليست فقط عاطفة، بل هي أيضًا بيعة والتزام وولاء، لكن تبقى في القلب حسرة وسؤال: هل يبادلني الإمام هذه المحبة؟ هل يراني؟ هل يرعاني؟ هل يدعو لي؟ وهل يحبني كما أنا أحبه؟ هذا السؤال يعبر عن توق صادق للقرب من الحجة الإلهية على الأرض، وعن شوق عميق لمعرفة موقعنا من قلب الإمام.

أولًا: الإمام يحب المؤمنين بحكم كونه إمامًا معصومًا

في الروايات الشريفة، نجد دلالة صريحة على أن الإمام المهدي (عج) يحب شيعته، ويدعو لهم، ويستغفر لهم، ويهتم بأحوالهم، ومن ذلك:

جاء في دعاء الإمام المهدي المعروف بدعاء الإفتتاح :

"اللهم إنّا نشكو إليك فقد نبينا، وغيبة ولينا..."

وفيه يظهر حرقة الإمام على حال الأمة، وشكايته إلى الله مما يعانيه شيعته من ظلم وغربة.

وفي رسالته الى الشيخ المفيد (رحمه الله)، نقرأ على لسان الإمام نفسه:

(إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أو اصطلمكم الأعداء، فاتَّقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، .

أي ولولا حفظِنا وحراستِنا لكُم والذبِّ عنكم لنزلَت بكُم الشدّائدُ والمحن، ولاستأصلكم الأعداءُ ....

وهذه شهادة قاطعة من الإمام على اهتمامه بالمؤمنين ورعايته لهم، ولو لم يكن يحبهم، لما سهر على شؤونهم، ولما كان يذكرهم.

ثانيًا: معايير محبة الإمام لنا

محبة الإمام لنا ليست مشروطة بالكمال المطلق، لكنه يحب من يصدق في ولائه، ويجتهد في الطاعة، ويتألم لبعده، ويرجو لقاءه، ويخجل من تقصيره أمامه. وهذه أهم المؤشرات على أن الإمام يحبك:

إذا كنت تنتظر الفرج بصدق

الانتظار الصادق من أفضل الأعمال، كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):

"أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج."

والمنتظر بإخلاص، محبوب عند الإمام.

إذا كنت تتألم للغيبة وتحزن لبعده

الحزن على غيبته، والتألم لظلامته، علامة حب صادق، ومَن أحبَّ، أحبّه الإمام.

ورد في التوقيع الشريف عن الإمام (عج):

"أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن في ذلك فرجكم."

إذا كنت تزوره وتذكره وتدعو له

كثرة ذكر الإمام، زيارته، إهداء الأعمال له، وطلب الدعاء منه، كلها دلائل حب، ومن دلّ عليك بالدعاء، دل على محبتك.

إذا كنت تخجل من تقصيرك وتستحي من لقائه.

الشعور بالتقصير، والحياء من الإمام، كما يحصل لك حين تفوتك صلاة الفجر أو تضعف في طاعة، علامة على حياة القلب، وهذا من دلائل الحب المتبادل.

ثالثًا: الإمام يحب من يتوب، ولو كثرت ذنوبه

يجب ألا يُفهم حب الإمام لنا على أنه فقط لمن لا يذنب أو لا يعصي، بل الإمام يحب التائبين والمستغفرين والمجاهدين مع أنفسهم. وقد ورد عن الإمام المهدي في بعض توقي

عاته:

"أنا أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء."

(الغيبة للطوسي)

أي أن وجوده بركة ورحمة، وهذا يصدق على كل المؤمنين، لا على الكاملين فقط.

رابعًا: كيف تُقوّي محبته لك؟

الدعاء له بالفرج كل يوم

زيارة مقامه الشريف ولو عن بعد

الصدقة بنية حفظه ورضاه

العمل بما يرضيه، وتجنب المعاصي

الارتباط العملي بوصاياه، خصوصًا "كونوا زينًا لنا"

خامسًا: رسائل محبة الإمام المهدي لك

لو كان الإمام ظاهرًا، لربما قال لك:

"يا من تنتظرني، أنا أنتظرك أيضًا."

"يا من تحبني رغم تقصيرك، أنا أراك، وأعرف صدق قلبك."

"لو لم تكن عزيزًا عليّ، لما ذكرتك في دعائي."

"أنا لا أطلب الكمال، بل الإخلاص، والنية الصافية، ومجاهدة النفس."

خاتمة: هل يحبني الإمام المهدي؟

نعم، إذا كنت صادقًا في محبتك، فإنه يحبك، ويدعو لك، ويشتاق إليك، ويبكي لغربتك وبعدك، كما تبكي لغيابه. الإمام ليس بعيدًا عنك كما تظن، هو قريب منك بقلبه ونظره ودعائه، وإن كنت تحبه، فاعلم أن هذا الحب نفسه منحة منه، ولو لم يكن يحبك، لما ألقى محبته في قلبك.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1196 Seconds