فائدة زيارة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يوميًا – نظرة عقائدية وروحية

, منذ 1 يوم 108 مشاهدة

إن الإمام المهدي (عج) هو الحجة الإلهية الغائب المنتظر عند الشيعة الإمامية، وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

ولذا فالاعتقاد بولايته والانتظار لفرجه ليس فقط مسألة عقائدية بل يحمل أبعادًا روحية وأخلاقية عميقة، ومن مظاهر التعلّق به: زيارته يوميًا، سواء بالزيارة المعروفة أو بكلمات نابعة من القلب. فما هي الفوائد التي يجنيها المؤمن من هذا الارتباط اليومي؟

أولًا: تجديد البيعة والولاء :

زيارة الإمام المهدي (عج) يوميًا تمثّل تجديدًا مستمرًا للبيعة، كما جاء في زيارة آل ياسين:

" السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده، السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه، السلام عليك أيها العلم المنصوب، والغوث والرحمة الواسعة، وعدا غير مكذوب، السلام عليك حين تقوم، السلام عليك حين تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتبين تكرار هذه الزيارة يوميًا يعمّق ولاء الإنسان ويجعله دائم الاستحضار لوجود الإمام، وبهذا يترسّخ الارتباط القلبي والروحي به، مما يُبعد الغفلة ويقوي الالتزام بالطريق المستقيم...."

ثانيًا: نيل الشفاعة والدعاء :

الإمام المهدي عليه السلام يُعرف في الروايات بأنه يدعو للمؤمنين ويستغفر لهم، كما جاء في توقيعاته الشريفة:

"إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم"

فالزيارة اليومية تُدخل المؤمن في دائرة الذكر والرعاية، وتجعله مستحقًا لهذه الدعوات النورانية. بل بعض العلماء يرون أن دوام الذكر للإمام والزيارة له يُعطي الإنسان مقامًا عنده.

ثالثًا: إشعار النفس بحالة الانتظار الحقيقي

الانتظار ليس موقفًا سلبيًا، بل هو عمل. من ينتظر إمامًا فعليه أن يتحضّر له. والزيارة اليومية تذكّر الإنسان بمسؤوليته في زمن الغيبة، وتدعوه لأن يكون من "أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه"، كما نقرأ في دعاء العهد. هذه الروح التحفيزية تدفع المؤمن لإصلاح نفسه ومجتمعه.

رابعًا: فتح أبواب الفرج الشخصي والروحي :

ورد في الروايات أن ذكر الإمام المهدي والدعاء له والزيارة له سببٌ للفرج، بل يُعدّ من مصاديق تيسير الأمور وتفريج الكروب. زيارة الإمام يوميًا تُعيد توجيه قلب الإنسان نحو الله من خلال وليه، فتسري عليه البركات :

"وأمانٌ لأهل الأرض" – كما ورد في وصفه الشريف، فهو صمّام الأمان، والتواصل الروحي به يجلب السكينة النفسية والأمل.

خامسًا: إصلاح القلب وتزكية النفس :

من يزور الإمام يوميًا فإنه يتذكر صفاته: عدله، تقواه، ورحمته. هذه الذكرى تُحفّز النفس لتزكية نفسها ومحاولة التشبّه به. فالإمام المهدي هو النموذج الإلهي للإنسان الكامل، وزيارته اليومية توصل المؤمن برسالة السماء العملية.

سادسًا: شعور الانتماء إلى مشروع إلهي عظيم :

زيارة الإمام المهدي تذكّر المؤمن أنه ليس فردًا تائهًا في الدنيا، بل هو جزء من جيش إلهي منتظر، يحمل مسؤولية، وله دور. هذا الشعور يغيّر نظرة الإنسان لنفسه، فيتجاوز الأنانية نحو خدمة المبدأ والحقيقة والحق.

خاتمة :

زيارة الإمام المهدي (عج) يوميًا ليست مجرد مستحب لفظي، بل هي وسيلة لبناء الهوية الإيمانية، وغذاء روحي دائم، وتجديد للولاء، وشعلة للانتظار الحقيقي. إنّ من يعيش مع الإمام في قلبه ولسانه، سيكون – بإذن الله – من أنصاره إذا ظهر، ومن الواصلين إليه وإن طال الغياب.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0600 Seconds