هل يحضر الإمام المهدي (عليه السلام) مجالس العزاء الحسيني؟

, منذ 1 يوم 95 مشاهدة

من المسائل التي تشغل وجدان المؤمنين، خصوصًا في أيام الحزن الحسيني، هو تساؤلهم: هل الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) يحضر مجالس العزاء المقامة على جدّه الإمام الحسين (عليه السلام)؟

وهل تبلُغُ تلك الدمعة الصادقة في العزاء قلب الإمام الغائب؟

في ضوء الروايات والزيارات والأدعية، تتضح لنا معالم الجواب الذي يشبع العاطفة ويعمّق الارتباط بالإمام صاحب العصر والزمان.

أولًا: الحسين في قلب الإمام المهدي

إن علاقة الإمام المهدي بجده الإمام الحسين (عليهما السلام) ليست كأي علاقة، فالحسين هو صاحب الفضل في بقاء الدين، وهو الذي مهّد بتضحياته لظهور العدل الإلهي على يد حفيده المهدي.

وهذه العلاقة تتجلّى بأبهى صورها في الزيارة الناحية المقدسة، المنسوبة إلى الإمام المهدي (عج)، والتي تُعدّ من أبلغ النصوص في رثاء الحسين:

"فلئن أخّرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربًا، ولمن نصب لك العداوة مناصبًا، فلأندبنك صباحًا ومساء، ولأبكينّ عليك بدل الدموع دمًا..."

فهل من يبكي صباحًا ومساءً على الحسين، لا يحضر مجالس الحسين؟

ثانيًا: مجالس الحسين محطة نورانية مقدّسة

تُجمع الروايات على أن مجالس الإمام الحسين (ع) ليست كمجالس الناس، فهي:

محل نزول الرحمة.

تحفّها الملائكة.

يفرح بها رسول الله والزهراء والأئمة الطاهرون.

وقد ورد عن الإمام عن الباقر عليه السلام أنه قال: من ذرفت عيناه على مصاب الحسين ولو مثل جناح البعوضة غفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر". بحار الأنوار - ج ٤٤ - ص ٢٩٣.

فإذا كان هذا الأثر لعامة المؤمنين، فكيف بالإمام المعصوم الذي هو "وارث الحسين" و"الثائر لدمه"؟

ثالثًا: حضور الإمام المهدي في كربلاء

جاء في بعض الروايات والأدعية أن بين الإمام المهدي عليه السلام وبين كربلاء ويوم عاشوراء علاقة وطيدة ، ومن ذلك ما جاء في دعاء الندبة :

"أين الطالب بدم المقتول بكربلاء؟"

وفي زيارة عاشوراء :

"السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور..."

والمراد من ذلك أن الإمام المهدي يحمل لواء الثأر لدم الحسين، ويُفهم منه أن مصيبة الحسين حيّة في وجدانه وفعله، مما يوجب حضوره روحيًا وملكوتيًا في مواطن الحزن الحسيني.

رابعًا: اللقاءات الخاصة... والقلوب المخلصة

كثير من القصص المتواترة عن لقاء بعض الصالحين بالإمام المهدي، حصلت في:

مواطن العبادة.

زيارات الحسين.

مواسم عاشوراء.

فهذا لا يُستبعد أبدًا، بل يُرجّى، أن يحضر الإمام المهدي (عج) مجالس العزاء خصوصًا التي تُقام بإخلاص وصفاء نية، بعيدًا عن الرياء والمظاهر.

خاتمة

نعم، لا نملك دليلاً عقليًا قاطعًا بحضور الإمام المهدي (عج) في كل مجلس، ولكن من مجموع الروايات والزيارات والأدعية والقصص، يُفهم بكل وضوح أن قلب الإمام المهدي حاضرٌ في عزاء الحسين، وروحه تواسي، ونظره يتفقد، ودمعته لا تنقطع.

فاجعل دمعتك صادقة، ونيتك خالصة، لعلّك تكون ممن يراهم الإمام، ويُسر بهم، بل ويدعو لهم.

السلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى المستشهدين بين يديك، وعلى الناصح لك في السر والنجوى، صاحب الزمان، أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1827 Seconds