تعرف على تفاصيل ظهور الإمام المهدي ومعاركه وخطبته في مكة

, منذ 2 شهر 344 مشاهدة

عن عبد الأعلى الحلبي قال، قال أبو جعفر (الباقر) (ع) :

يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب، ثم أومأ بيده إلى ناحية ذي طوى، حتى إذا كان قبل خروجه بليلتين انتهى المولى الذي يكون بين يديه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول : كم أنتم هاهنا ؟

فيقولون نحو من أربعين رجلاً، فيقول : كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم ؟

فيقولون والله لو يأوي بنا الجبال لآويناها معه، ثم يأتيهم من القابلة فيقول لهم أشيروا إلى ذوي أسنانكم وأخياركم عشرة فيشيرون له إليهم، فينطلق بهم حتى يأتون صاحبهم ويعدهم إلى الليلة التي تليها، ثم قال أبو جعفر :

والله لكأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول :

" يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله، يا أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، يا أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، يا أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ، يا أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى الناس بموسى، يا أيها الناس من يحاجني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى، يا أيها الناس من يحاجني في محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فأنا أولى الناس بمحمد، يا أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله.

ثم ينتهي إلى المقام فيصلي عنده ركعتين، ثم ينشد الله حقه ثم قال أبو جعفر (ع) : هو والله المضطر في كتاب الله وهو قول الله : ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ)) وجبرئيل على الميزاب في صورة طائر أبيض فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل ويبايعه الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً.

 قال، قال أبو جعفر (ع) : فمن ابتلي في المسير وافاه في تلك الساعة ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه ثم قال هو والله قول علي بن أبي طالب (ع) المفقودون عن فرشهم وهو قول الله : ((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً)) أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً، قال :

هم والله الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه ((وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)) قال يجتمعون في ساعة واحدة قزعاً كقزع الخريف، فيصبح بمكة فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه (ص) فيجيبه نفر يسير ويستعمل على مكة ثم يسير فيبلغه أن قد قتل عامله فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة لا يزيد على ذلك شيئاً يعني السبي، ثم ينطلق فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه (عليه وآله السلام) والولاية لعلي بن أبي طالب (ع) والبراءة من عدوه ولا يسمي أحداً حتى ينتهي إلى البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فيأخذهم من تحت أقدامهم وهو قول الله : ((وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَقالُوا آمَنَّا بِهِ ـ يعني بقائم آل محمد ـ وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ يعني بقائم آل محمد إلى آخر السورة )) فلا يبقى منهم إلا رجلان يقال لهما وتر ووتيرة من مراد وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى يخبران الناس بما فعل بأصحابهما ثم يدخل المدينة فيغيب عنهم عند ذلك قريش وهو قول علي بن أبي طالب (عليه السلام) والله لودت قريش أي عندها موقفاً واحداً جزر جزور بكل ما ملكت وكل ما طلعت عليه الشمس أو غربت.

ثم يحدث حدثاً فإذا هو فعل قالت قريش أخرجوا بنا إلى هذه الطاغية فو الله أن لو كان محمدياً ما فعل ولو كان علوياً ما فعل ولو كان فاطمياً ما فعل، فيمنحه الله أكتافهم فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة فيبلغه أنهم قد قتلوا عامله، فيرجع إليهم فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة إليها بشيء.

ثم ينطلق يدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) والبراءة من عدوه حتى إذا بلغ إلى الثعلبية قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الأمر فيقول :

يا هذا ما تصنع فو الله إنك لتجفل الناس إجفال النعم أفبعهد من رسول الله (ص) أم بما ذا فيقول المولى الذي ولي البيعة والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك، فيقول له القائم : اسكت يا فلان إي والله إن معي عهداً من رسول الله هات لي يا فلان العيبة أو الزنفيلجة، فيأتيه بها فيقرؤه العهد من رسول الله، فيقول جعلني الله فداك أعطني رأسك أقبله فيعطيه رأسه فيقبل بين عينيه ثم يقول جعلني الله فداك جدد لنا بيعة فيجدد لهم بيعة.

قال أبو جعفر (ع) : لكأني أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً كأن قلوبهم زبر الحديد جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يسير الرعب أمامه شهراً وخلفه شهراً أمده الله بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ حتى إذا صعد النجف قال لأصحابه تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله، حتى إذا أصبح قال خذوا بنا طريق النخيلة، وعلى الكوفة خندق مخندق قلت : خندق مخندق ؟

قال : إي والله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم (ع) بالنخيلة فيصلي فيه ركعتين، فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني، فيقول لأصحابه : استطردوا لهم، ثم يقول : كروا عليهم.

قال أبو جعفر (ع) ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر، ثم يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها أو حن إليها وهو قول أمير المؤمنين علي (ع) ثم يقول : لأصحابه سيروا إلى هذه الطاغية فيدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه (ص) فيعطيه السفياني من البيعة سلماً، فيقول له كلب وهم أخواله ما هذا ما صنعت والله ما نبايعك على هذا أبداً فيقول : ما أصنع ؟

فيقولون : استقبله فيستقبله، ثم يقول له القائم (صلى الله عليه) خذ حذرك فإنني أديت إليك وأنا مقاتلك فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أكتافهم ويأخذ السفياني أسيراً، فينطلق به ويذبحه بيده، ثم يرسل جريدة خيل إلى الروم ليستحضروا بقية بني أمية، فإذا انتهوا إلى الروم قالوا أخرجوا إلينا أهل ملتنا عندكم فيأبون ويقولون والله لا نفعل، فيقول الجريدة والله لو أمرنا لقاتلناكم ثم يرجعون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه، فيقول :

انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم فإن هؤلاء قد أتوا بسلطان عظيم وهو قول الله ((فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ)).

قال يعني الكنوز التي كنتم تكنزون قالُوا : ((يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زاَلَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ)) لا يبقى منهم مخبر، ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً إلى الآفاق كلها فيمسح بين أكتافهم وعلى صدورهم فلا يتعايون في قضاء ولا تبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً رسول الله، وهو قوله : ((وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)) ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول الله (ص) وهو قول الله : ((وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)).

قال أبو جعفر (ع) : يقاتلون والله حتى يوحده الله ولا يشرك به شيء، وحتى يخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد، ويخرج الله من الأرض بذرها وينزل من السماء قطرها ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدي، ويوسع الله على شيعتنا ولو لا ما يدركهم من السعادة لبغوا فبينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنن إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه، فيقول لأصحابه :

انطلقوا فيلحقونهم في التمارين فيأتونه بهم أسرى فيأمر بهم فيذبحون وهي آخر خارجة يخرج على قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله).

____________

المصدر : بحار الأنوار ج : 52 ص :341 ـ 345.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0715 Seconds