آثار وبركات إحياء الشعائر المهدوية

, منذ 1 يوم 66 مشاهدة

السيد محمد رضا الشيرازي

في هذه النقطة مفردات، فمن مفردات هذه النقطة الاهتمام بقراءة الأدعية المرتبطة بالإمام (عليه السلام) مثل دعاء الندبة، وليبدأ الإنسان في ذلك ببيته، وليرغّب الآخرين في مثل ذلك، فإن هذه القطرات ستتجمع وتتحول إلى ظاهرة اجتماعية منتشرة بإذن الله تعالى.

ومن جملة مفردات هذه النقطة، إحياء كل ما يرتبط بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، كتسمية الأبناء بإسم الإمام، لأن في إحياء اسم الإمام الحجة إحياءً لأسماء جميع الأئمة (عليهم السلام)، وكذلك تسمية البنات بإسم والدة الإمام (نرجس) أو عمّته (حكيمة)، وكإحياء مدينة سامراء المشرفة كما فعل ذلك المجدد الشيرازي الكبير (رحمه الله) حيث قرر الهجرة إلى سامراء والإقامة فيها وإحياء هذه المدينة المقدسة بعد خمود.

وقد ذكر أحد علماء الدين أنه قد انهالت على مؤسسته التي أعلنت جمع التبرعات لإحياء مدينة سامراء ومراقد الأئمة (عليهم السلام) فيها بعد سقوط حكم البعث الظالم، انهالت عليه فوق ما كان يتوقع، فإن الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) مستعدون لتقديم أرواحهم لهم فضلاً عن أموالهم.

ومن المشاريع الطيّبة ما قام به أحد الشباب المؤمنين الذين يحملون الروح المهدوية، حيث حرّض أصحاب المحلاّت على أن يبيعوا البضائع بنصف القيمة باسم الإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وتكفل لهم بدفع التفاوت، يقول هذا الشاب إن هذا السوق الخيري أقيم إحدى أيام الجمعات، ولكنه شاهد في الجمعة الثانية أحد أصحاب المحلات وقد استمرّ في بيع البضائع بنصف القيمة باسم الإمام المهدي (عليه السلام).

في بركات الاهتمام بالقضية المهدوية

إن القضية المهدوية بالإضافة إلى موضوعيتها الذاتية، توجب التوفيق والبركة في حياة الإنسان المتبنّي لها .

وفي هذا المجال ينقل أن المحقق القمي والسيد بحر العلوم (رحمهما الله) كانا صديقين حميمين، وكانا يتتلمذان عند الوحيد البهبهاني (رحمه الله)، وكان السيد بحر العلوم يطلب من المحقق القمي أن يقرر له درس الوحيد البهبهاني في كل مرة لأنه لم يكن يستوعبه بشكل كامل، ثم إنهما افترقا، إذ هاجر المحقق القمي إلى إيران وبقي بحر العلوم في العراق، وبعد فترة سمع المحقق القمي عن السيد بحر العلوم ما أثار تعجبه، حيث بلغه أن صديقه القديم قد ارتقى مقاماً شامخاً من العلم، وحينما عاد إلى العراق والتقى بالسيد بحر العلوم عرض عليه إحدى المسائل، فخاض فيها الأخير خوضاً أبهر المحقق القمي، حتى قال له: أنت بحر العلوم حقاً، وطلب المحقق القمي من بحر العلوم أن يكشف له عن سرّ بلوغه هذه الدرجة من العلم، فلم يشأ السيد بحر العلوم في بادئ الأمر أن يذكر له السرّ، ولكن إلحاح المحقق القمي اضطرّه إلى القول: كيف لا أكون كذلك وقد ضمنّي الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) إلى صدره الشريف.

والشيخ الأنصاري (رحمه الله) الذي له هذا الموقع المتميز في الحوزات العلمية ينقل في أحواله أنه دخل مع تلميذه الآشتياني (رحمه الله) حرم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فصادفهما رجل يعرف بعض العلوم الغريبة فقال الرجل للشيخ الأنصاري: إنك قد رأيت الإمام المهدي (عليه السلام) مرتين، ولكن الشيخ الأنصاري انصرف بسرعة كي لا يتبين المزيد من أسرار هذا الارتباط الغيبي.

إن مثل هذا النوع من الارتباط والاهتمام بقضايا الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، لاسيما الإمام المهدي (عليه السلام)، وهو إمام زماننا يوجب التوفيق والبركة للإنسان وذريته وعمله في الدنيا والآخرة.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0616 Seconds