كيف يتعامل الإمام المهدي (عج) مع السفياني ؟!

, منذ 1 سنة 857 مشاهدة

تتحدث الروايات كما يقول صاحب البحار: «يسير المهدي إلى السفياني فيأتي قومه فيقول: أخرجوا إليّ أبن عمي حتى أكلمه فيخرج فيكلمه ويسلم إليه الأمر ويبايعه «بمعنى يتراجع السفياني عن منهجه» فإذا رجع السفياني إلى أصحابه ذمته كليب فيرجع فيستقيل من المهدي فيقيله ثم يقاتل الإمام «عجل الله تعالى فرجه الشريف»، إذاً حتى الإمام يبدأ عدوه بحوار مما يدل على أنه شخصية حوارية شخصية منهجها الحوار والرحمة وليس منهجها العنف وقتال.

ويذكر في البحار عن الإمام علي (عليه السلام) : أن المهدي يستدعي بين يديه كبار اليهود وأحبارهم ورؤساء دين النصارى وعلمائهم ويحضر التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ويجادلهم على كل كتاب لا يقاتلهم أولاً يبين لهم الحقائق ويجادلهم على كل كتاب بمفرده ويطلب منهم تأويله ويعرفهم تبديله. إذاً هو إنسان حواري.

والملاحظ أن النصوص الشريفة تبين لنا من هو المستهدف بالقتال فالإمام المهدي (عليه السلام) لا يستهدف أحداً لأن قتاله قتال دفاعي وليس قتالاً هجومياً، أتدري من هي الفئة التي ستقاتل المهدي؟!

الغرب بيهوده ومسيحييه سيؤمن وسيسلم للمهدي ولن يقاتله، بل الذي سيقاتل المهدي فئة من المسلمين وهي فئة النواصب أغلب أهل الأرض سيسلمون له طوعا لأنه سيظهر بمظهر العلم بمنطق العلم بمنطق المعرفة بمنطق حضاري بمنطق الرأفة والحنان سيسلم له أغلب أهل الأرض طوعا وستقاتله فئة خاصة من المسلمين إلا وهم النواصب، فعن الإمام الباقر : ”إذا ظهر القائم خرج إليه قراء أهل الكوفة والبصرة وعلقوا المصاحف على أعناقهم فيقولون لا حاجة لنا فيك أرجع حيث شئت“ وفي بعض الروايات يقبل المهدي على الطائفة المنحرفة فيعضهم ويدعوهم ثلاثا «يعني ثلاثة أيام» فلا يزدادون إلا طغيانا وكفراً ثم يأمر بقتالهم"

إذاً من خلال هذه الملاحظات عرفنا أن دولة المهدي دولة الرحمة دولة الرأفة دولة الحنان وأنها دولة حوارية لا تفرض الدين بالقصر والإكراه وإنما ستنشر الدين بلغة العلم والحوار والمنطق الحضاري وهذه سيرة أبائه وأجداده رسول الله كان إنساناً حوارياً بدأ بالحوار ولم يبدأ بالقتال، والإمام علي (عليه السلام) كان إنساناً حوارياً بدأ بالحوار ولم يبدأ القتال والإمام الحسين (عليه السلام) نفسه لم يكن إنساناً عنيفاً ، الإمام الحسين (عليه السلام)  كان إنساناً حوارياً حاور المقاتلين ووعظهم إلى أخر لحظة من لحظات وجوده الشريف، الإمام الحسين (عليه السلام) لم يخرج من المدينة إلى مكة إلى كربلاء بقصد أن يقتل أو يقتل إنما خرج بقصد الإصلاح لكنهم أصروا على قتله وقال: «والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ولو كنت في جحر هامة لإستخرجوني وقتلوني» ثم وقف على جبل الصفا وقال: «كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أكراشاً جوفا وأجربه سغباً لا محيص عن يوم خط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين إلا فمن كان فينا باذلا مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فأني راحل فليرحل معنا فأني راحل مصبح بإذن الله».

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0707 Seconds