كيف يكون إنتظار فرج الإمام المهدي (أفضل الأعمال) ؟

, منذ 1 سنة 307 مشاهدة

عن أمير المؤمنين عليه السلام: «علم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما يصلح للمؤمن في دينه ودنياه ... قال: انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح اللَّه، فإنّ أحبّ الأعمال إلى اللَّه عزّ وجلّ انتظار الفرج»(1).

الشرح والتفسير

ما المراد من كلمة «الفرج»؟

يوجد هنا احتمالان:

1. الألف واللام في الفرج للجنس، أي أرجو الأمل في حل المشاكل دائماً في المصائب والصعاب ولا تيأسوا قط من رحمة الله؛ لأنّ رحمة اللَّه مطلقة ولا متناهية.

فالدنيا لا تخلو من المطبات ولمختلف الأمم العديد من المعضلات والتعقيدات، وأحياناً يضيّق الشياطين والطواغيت على الناس فيضعف عسكر الإيمان بحيث تشتد هذه المصائب أحياناً، إلّا أنّ المؤمنين لا ييأسون قط من رحمة اللَّه. على سبيل المثال، اشتد الضيق بالمسلمين في معركة الأحزاب والذي عبّر عنه القرآن‌ «بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ» (2) والذي نعبّر عنه «بلغ السيلُ الزُبى» مع ذلك كان المسلمون يأملون بانفراج الموقف ورفع المشاكل‌.

وانتظار الفرج وقد أثمر ذلك الانتظار وقد قضى اللَّه على‌ الكفّار بتلك الريح. وعليه فإن طرأت بعض الصعوبات على المجتمع، فلا ينبغي أن نيأس من رحمة الحق، فرحمته عامة وتشمل من لم يعرفه ويتوسل به‌ فكيف لا تشملنا؟!

2. لهذه المفردة معنى معهود، أي انتظروا الفرج الخاص الذي ينتظره جميع المسلمين والشيعة، بعبارة أخرى أنّ هذه الرواية توصينا أن ننتظر نهضة الإمام المهدي (عليه السلام).

وحسب الاحتمال الثاني معنى العبارة «أحبّ الأعمال» أن انتظار الفرج أفضل من الصلاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالتالي جميع الأعمال كانتظار الفرج‌.

سؤال: انتظار الفرج حالة باطنية فيمكن أن يزعم الجميع أنّهم منتظرون، فهل هذه الحالة الباطنية التي لا مشقّة فيها تكون أفضل الأعمال؟ وأفضل حتى من الجهاد بكل ويلاته وتعريضه حياة الإنسان للخطر؟ وهل هذا الإنسان كذاك الذي يهب دمه في سبيل اللَّه؟

الجواب: الانتظار على أنواع:

1. الانتظار الكاذب الخالي من أيّ استعداد يقتصر على حركة اللسان.

2. الانتظار الحق الممزوج بالتأهب وهذا له درجات على غرار حالة التأهب للجهاد، حيث يكون هذا التأهب بنسبة 50% وربما 70% وأخرى 100% ولبعض المنتظرين تأهب ناقص ولآخرين كامل نسبياً، بينما هنالك طائفة ذات تأهب تام 100%، فأي من هؤلاء مشمول بأحب الأعمال؟ لا شك إنّما يبلغ هذه الدرجة ذوو التأهب التام وليس كل من يدّعي الانتظار. أو يمكن أن ننتظر ضيفاً عزيزاً ورفيعاً ولا نوفر أدنى أسباب ووسائل الاستقبال؟ لو ادّعى شخص هذا الانتظار ولم يستعد له لشك الناس في عقله! من جانب آخر للانتظار عدة صور، فهنالك فارق بين من ينتظر ضيفاً وآخر ينتظر مائة ضيف، وانتظار شخص عادي يختلف جذرياً عن انتظار إمام هو أفضل من على الأرض ويظهر  لإقامة الحكومة العالمية ويبسط العدل والقسط.

ولو تأملنا صور الانتظار لاعترفنا بأنّ هذا الانتظار هو أكبر وأروع وأسمى انتظار طيلة التاريخ البشري لكن المهم هل تشير أعمالنا لهذا الانتظار؟ علينا أن نعين منذ الآن موقعنا في حكومة المهدي عليه السلام العالمية! هل سنكون من الأفراد في الخطوط الأمامية؟ أي نكون على قدر من الشجاعة والقوة. والورع والتقوى والعلم والإيمان والصمود لنكون من أوائل المجاهدين؟ أم سنكون خلف الجبهة ونقدم العون للمقاتلين؟ أم سوف لن نكون في الخط الامامي ولا خلف الجبهة؟ بل يكون تفكيرنا محصوراً بدنيانا فقط؟ أو نعوذ باللَّه نقف لمواجهة إمام الزمان في الجبهة المقابلة؟

عجبا! إنّ من يدّعى انتظار المنتظر يقف الآن في الطرف المقابل ويقتل بسيف الإمام! مثل هذا الإنسان في الواقع إنّما يقرأ ما يعجل في موته بقراءته لدعاء تعجيل الفرج؟! وعلى ضوء هذه التوضيحات يمكن للانتظار الواقعي أن يكون مدرسة وجامعة لتهذيب النفس.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار، ج 10، ص 96.

(2) سورة الأحزاب، الآية 10.

المصدر:  قبسات من السيرة العلوية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر، ص73-75.

كيف يكون إنتظار فرج الإمام المهدي (أفضل الأعمال) ؟

عن أمير المؤمنين عليه السلام: «علم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما يصلح للمؤمن في دينه ودنياه ... قال: انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح اللَّه، فإنّ أحبّ الأعمال إلى اللَّه عزّ وجلّ انتظار الفرج»(1).

الشرح والتفسير

ما المراد من كلمة «الفرج»؟

يوجد هنا احتمالان:

1. الألف واللام في الفرج للجنس، أي أرجو الأمل في حل المشاكل دائماً في المصائب والصعاب ولا تيأسوا قط من رحمة الله؛ لأنّ رحمة اللَّه مطلقة ولا متناهية.

فالدنيا لا تخلو من المطبات ولمختلف الأمم العديد من المعضلات والتعقيدات، وأحياناً يضيّق الشياطين والطواغيت على الناس فيضعف عسكر الإيمان بحيث تشتد هذه المصائب أحياناً، إلّا أنّ المؤمنين لا ييأسون قط من رحمة اللَّه. على سبيل المثال، اشتد الضيق بالمسلمين في معركة الأحزاب والذي عبّر عنه القرآن‌ «بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ» (2) والذي نعبّر عنه «بلغ السيلُ الزُبى» مع ذلك كان المسلمون يأملون بانفراج الموقف ورفع المشاكل‌.

وانتظار الفرج وقد أثمر ذلك الانتظار وقد قضى اللَّه على‌ الكفّار بتلك الريح. وعليه فإن طرأت بعض الصعوبات على المجتمع، فلا ينبغي أن نيأس من رحمة الحق، فرحمته عامة وتشمل من لم يعرفه ويتوسل به‌ فكيف لا تشملنا؟!

2. لهذه المفردة معنى معهود، أي انتظروا الفرج الخاص الذي ينتظره جميع المسلمين والشيعة، بعبارة أخرى أنّ هذه الرواية توصينا أن ننتظر نهضة الإمام المهدي (عليه السلام).

وحسب الاحتمال الثاني معنى العبارة «أحبّ الأعمال» أن انتظار الفرج أفضل من الصلاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالتالي جميع الأعمال كانتظار الفرج‌.

سؤال: انتظار الفرج حالة باطنية فيمكن أن يزعم الجميع أنّهم منتظرون، فهل هذه الحالة الباطنية التي لا مشقّة فيها تكون أفضل الأعمال؟ وأفضل حتى من الجهاد بكل ويلاته وتعريضه حياة الإنسان للخطر؟ وهل هذا الإنسان كذاك الذي يهب دمه في سبيل اللَّه؟

الجواب: الانتظار على أنواع:

1. الانتظار الكاذب الخالي من أيّ استعداد يقتصر على حركة اللسان.

2. الانتظار الحق الممزوج بالتأهب وهذا له درجات على غرار حالة التأهب للجهاد، حيث يكون هذا التأهب بنسبة 50% وربما 70% وأخرى 100% ولبعض المنتظرين تأهب ناقص ولآخرين كامل نسبياً، بينما هنالك طائفة ذات تأهب تام 100%، فأي من هؤلاء مشمول بأحب الأعمال؟ لا شك إنّما يبلغ هذه الدرجة ذوو التأهب التام وليس كل من يدّعي الانتظار. أو يمكن أن ننتظر ضيفاً عزيزاً ورفيعاً ولا نوفر أدنى أسباب ووسائل الاستقبال؟ لو ادّعى شخص هذا الانتظار ولم يستعد له لشك الناس في عقله! من جانب آخر للانتظار عدة صور، فهنالك فارق بين من ينتظر ضيفاً وآخر ينتظر مائة ضيف، وانتظار شخص عادي يختلف جذرياً عن انتظار إمام هو أفضل من على الأرض ويظهر  لإقامة الحكومة العالمية ويبسط العدل والقسط.

ولو تأملنا صور الانتظار لاعترفنا بأنّ هذا الانتظار هو أكبر وأروع وأسمى انتظار طيلة التاريخ البشري لكن المهم هل تشير أعمالنا لهذا الانتظار؟ علينا أن نعين منذ الآن موقعنا في حكومة المهدي عليه السلام العالمية! هل سنكون من الأفراد في الخطوط الأمامية؟ أي نكون على قدر من الشجاعة والقوة. والورع والتقوى والعلم والإيمان والصمود لنكون من أوائل المجاهدين؟ أم سنكون خلف الجبهة ونقدم العون للمقاتلين؟ أم سوف لن نكون في الخط الامامي ولا خلف الجبهة؟ بل يكون تفكيرنا محصوراً بدنيانا فقط؟ أو نعوذ باللَّه نقف لمواجهة إمام الزمان في الجبهة المقابلة؟

عجبا! إنّ من يدّعى انتظار المنتظر يقف الآن في الطرف المقابل ويقتل بسيف الإمام! مثل هذا الإنسان في الواقع إنّما يقرأ ما يعجل في موته بقراءته لدعاء تعجيل الفرج؟! وعلى ضوء هذه التوضيحات يمكن للانتظار الواقعي أن يكون مدرسة وجامعة لتهذيب النفس.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار، ج 10، ص 96.

(2) سورة الأحزاب، الآية 10.

المصدر:  قبسات من السيرة العلوية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر، ص73-75.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0516 Seconds